||بُنيّـــــــاتي||
في غربتي وأثناء دخولي غرفة صديقي وجدته يبكي ، عرفت ان طائر الشوق حلق به فوق نسمات الوطن فقلت له لاعليك اخي الحبيب سنرجع يوماً فقال لي بأن هذا اليوم عيد ميلاد ابنتي وهو اول مرة اكون بعيدا عنهم فلا احتمل فراقهم للحظة ، وأضاف أن بنياته الثلاث يسألن أمهن ببراءة الطفــــولة ونقائها متى يعود والدنا تجيبهم ( في العيد ) وأن العيد مقبل ولن أكون هناك
فكتبت له كلمات على لسان الام عسى أن أخفف من لوعة قلبه الا أنني ندمت بعد ذلك لأنها الهبت مشاعره وذهب عني ناحبا بعد سماعها
تسائلني بنيـــاتي ســـــــؤالاً كــان في ذاتـــي
فأضحـــكُ في مكــابــرةٍ لأخفيــهن دمعـــــاتي
أمـامـا هل جفــــا بابا ؟ وأين هواهُ قد طـــابا؟
متى سيعـــودُ يحضُننا ويروينـــا الحكـاياتِ ؟
فقد تُقنــــــا للقيـــــــاهُ ، لبسمتـــهِ هــــداياهُ
لضمةِ حضنـــــهِ الدافي وقبــــلاتٍ حنونــاتِ
ليأخذنا الى الدكانْ ، يشري الحلو والفستـانْ
حتى علبة الالوانِ ، لن ينسى رسومـــاتي !
صحيحٌ قد أقام بعيدْ ؟ ، وموعدهُ بيوم العيدْ ؟
فهل يأتي لنا بجديدَ ؟ ، أو يسلو اللعيبـــاتِ ؟
أرد بحجـــةٍ عجفـــى ، بـابــا لم يعد يجفــى
غــــدا سيعودُ للمــرفى ويحضُنكم بنيــــاتي
ببسمة ثغره البسامْ ، يمحو البُؤسَ والإظلامْ
يحملُ هذه الاحــــــــــلامُ رهناً بالاشـــاراتِ
سيسهركم لياليكمْ ويصـــــرخ كي ينـــاديكمْ
ويمسك في أياديكمْ ونركض في الممــــراتِ
فإن العيـــدَ عودتــــهُ وضحكتـــهُ وبسمتــهُ
اليكم انني أشتاقْ ، أترك خلفيَ الأشـــــواقْ
يامن تسكنــوا الاحــــداقَ أخبركــــمْ أنا آتي
أصبرُ نفسيَ الثكلى فراقُ الارضِ والأهـــلا
وأدعو الله أنْ أســلا وأنْ تخبو معـــــاناتي
فأشهدكم بعهد الله ، وهذا العهدُ لن أنســـاهْ
بمالِ الأرضِ لن أرضاهُ بُعداً لو سويعــــاتِ
فأدعو الله يحفظكـــمْ فقلبي دائمــــاً معكـــمْ
وأني لــــن أفارقكــــمْ فـــذا أنتن جنــــاتي