||حــديقة الأشــــواق||
للشـــاعرة المتميزة
رابعة مصطفى المومني
هــــبّ النسيـــــمُ من الجنوبِ عليّــا
يحمــــلْ عبيـــــرًا من سُـــراهُ إليّــا
فصحا السكونُ بوخزةٍ من نسمــــةٍ
متثاقــلًا ...متوجسـًا... وشجيّـــــــا
ونأى الشرودُ وزاحَ عن أوجاعِـــهِ
وتكلّمَ الصمـتُ ... سجـىً مخفيّـــــا
وتململَ القلبُ المعنّــــى برهـــــــةً
وطوى جراحًا في الحشاشةِ طيّــــا
قد أشفــــقَ الفـــرْحُ على فقدانِـــــهِ
قد أطـــــرقَ الدمـــعُ الحزينُ مليّــا
من أينَ جئتَ أيــــا نسيمُ لأرضِـنا ؟
قـد كان وصلُـكَ في الزمانِ عصيّا
قد كنتَ يومًا في الرُّبى لحنَ الصِّبا
أصبحتَ فينـا في البعــــادِ شقيَّـــــا
فــــرنا إلـــيّ ببسمــــةٍ مشتاقــــــةٍ
تحـــــوي لهيبـــًا عارضًا مطويّــا
ثمّ استفــــاقَ وقــالَ : إنـي قـــادمٌ
أزجـــي سلامــــًا عابقــــا ونديّــــا
من ذي الديار أبثُّ شوقًا عارمــــًا
من أرضِ مجـــدٍ بالعـــلا تتزيّــــا
فهتفتُ مرحــــى بالنسيـمِ وأهلِــــهِ
قد هبَّ شوقـــي وانتشى مرضيّــا
يا ذا النــــسيمُ أثرتَ فينا وجدَنـــا
وعزفتَ لحنًـــا للجـــــراحِ هنيّـــا
قد هاج شوقٌ في النفوسِ وبعدَ أن
شـاخ الفؤادُ... فصـارَ منكَ فتيّــــا
عدْ يا نسيـــــمُ محمّـــــلاً بحنينِـنا
وافرحْ فمـــا عـــادَ الهوى منسيـَّا
قل للديــــارِ بأنهـــا في روحِنــــا
مــا غــابَ يوما عشقُها المرويّـــا
بلِّــغْ سلامـــي الساكنينَ بأرضِــنا
حتى إذا كــــانَ المكــانُ قصـــــيّا
بلغْ سلامــــًا للتــــرابِ بأرضِنـــا
أسقـــاهُ ربّـي كي يظـــــلَّ نديّـــــا
بلغ سلامًــــا للزهــورِ بحقلِـنـــــا
وانثرْ عبيرًا في الدُّنـــا سحريّـــــا
بلــغْ ســـــلاما للطيــــورِ بدوحِنـا
لا غـــــاب عنها لحنُـها الجبليّـــــا
بلغْ سلامي حضنَ أمـــي دافئــــــًا
وانثرْ حروفـــي في الفَلاةِ وهيّــــا
نعـــزفْ لبيتِ الحُلمِ لحنًا هادئًـــــا
ننشــــدْ نشيـــدًا للحنيــــنِ سويّـــا
فحديقةُ الأشـواقِ تنثــرُ شوقَهـــــا
وتبثُّـكم وجــعَ الحـــــروفِ لديّــــا