تأبى القــــصائدُ يا أصحــــــــابُ تعــــزية ً
بعد المديــحِ ِالـــــذي طالـــــتْ لياليــــــــهِ
لـم يرضها نظـــــــمَ الرثــــاءِ فـــي مَلِـــكٍ
قاد العــــروبة َ فازدانـــــتْ مواضيـــــــهِ
يا سيدَ العُربِ فيـــــكَ صفــــاتُ أمجـــــادٍ
أقرى البــطولة َ مَنْ قد أُسرجَتْ فيـــــهِ
قد عشتَ مجدًا وفيكَ المجـــدُ مفتــــــخر ٌ
نســـــلَ الهواشــمِ للعليــــــــاءِ تَهـديـــهِ
قَبَّــلتَ وجــــهَ السـلام ِ صرتَ سيَّــــــدَهُ
والحــــــادثاتُ زهـــتْ بالكِبـــرِ والتِّيــــهِ
كــــــم دقَّ قلبَـــــكَ محــــزونٌ بلا مَـأوى
فكنـــــتَ بين رمـــوشِ العيـــنِ تـــؤويهِ
وكــــم توالـتْ على العمرِ المحـــــاذيرُ
وكم سهــــرتَ وفي أقســـى لياليـــــــهِ
أبا اليتــيمِ وكـــــان اليتـــمُ ظمـــــآنـا
بالأمسِ كنــــتَ بنهر ِ العطـفِ ترويـهِ
بكى عليـــــك ضعيــفٌ كنـتَ تسنــــدهُ
عــــادت تباريحُـهُ الكَلمـــــى تُنـــــاديهِ
بكى عليــك عليــــــلٌ كنتَ تحضنُـــــهُ
عادت تناويحُـــــهُ الثَّكــــلى تُجــــــاريهِ
بكى عليـــــك جوادٌ كنــتَ فارسَـــــــــهُ
غابَ الصهيــــلُ وغابتْ صولـة ٌ فيـــهِ
فالـــــعادياتُ إذا ما أودى صاحبُهــــــا
وإنْ ترجَّــــلَ أمســــــــتْ حرَّى تَبكــيهِ
بكتْ عليــكَ شـــعوبٌ كنـتَ تجمعُهـــــا
تُفشي السـلامَ وجمـرَ الحقـدِ تخبيـــــهِ
ومســــجدٌ بربــوع ِ القدسِ مشتـــــاقٌ
( لرتقِ فتـــقٍ ) بالإعــــمار ِ يُحيــــيـهِ
لقد قضـــيتَ بعمـــــرِ رسـولِ أمتِنـــــــا
إنا نظنـــــــــكَ ذا مـــا كنـــتَ تَبغيـــــه ِ
يا ليــــثُ بعـــدَكَ أشـبالٌ مؤهــلـــــــــةٌ
أسدُ العـــرينِ حمـى الأردنِّ تَحميــــــــهِ
جفَّتْ بحورُ القصيـــد ِلحزنِهــــا ألمـــــًا
فلا معــــــــانيَ أو معنـــى تُغــــــــــذيهِ
إن القصــــيدَ إذا لم يلــــــقَ ملهمَـــــــهُ
يغيبُ نبضُ المعـــــاني من معـانيـــــــهِ
يا سيـِّـــدَ العربِ ما هــذي بتعـــــــزيـةٍ
بل بالمديح ِ الذي لم ينــسَ مُقريــــــــه